Page 13 - web
P. 13
ورقة حول الجلسة الرابعة
الآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية
المترتبة على استغلال الأطفال
أكدت أ .رهاف الســـهلي ،المشـــرف على مركز المعلومات والدراسات والبحوث في رهاف سعد السهلي
ورقـــة قدمتهـــا للندوة بعنـــوان «الآثار الاجتماعية والنفســـية والاقتصاديـــة المترتبة
علـــى اســـتغلال الأطفال» يـــوم 22أكتوبر 2020؛ أن عســـكرة الأطفال أثرت بشـــكل المشرف على مركز المعلومات والدراسات والتوثيق
كبيـــر عليهـــم فـــي كافـــة النواحـــي النفســـية والعقليـــة والاجتماعيـــة والاقتصادية. المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر
وبينـــت أن «عســـكرة الأطفال» تجري على قدم ٍ وســـاق ،من خـــال تربية أيديولوجية
تدفـــع بهـــم لأداء أدوار تنطـــوي على مخاطر لا تنســـجم مـــع الأدوار الاجتماعية التي
يحددهـــا نموهـــم البيولوجي والنفســـي؛ مضيفـــة أن جريمة تجنيدهم فـــي النزاعات
المســـلحة تعـــد مـــن أبشـــع الجرائـــم المرتكبـــة؛ وتتســـ ّبب فـــي ســـلب طفولتهـــم
وحاضرهـــم وتعليمهـــم؛ كمـــا أن عســـكرتهم تعنـــي حرمانهـــم من بناء مســـتقبلهم؛
وتؤثـــر عليهم نفســـ ًيا واجتماع ًيـــا واقتصاد ًيا ،ويظهـــر ذلك في اضطرابات ســـلوكية
تصيبهـــم تتخـــذ أشـــكا ًل متعـــددة كالقلق والخـــوف وعدم الشـــعور بالأمـــان والتوتر
المســـتمر والانعـــزال؛ إضافـــة للآثـــار الاجتماعيـــة الخطيـــرة علـــى جميـــع فئـــات
الســـكان داخـــل المجتمع .كما أشـــادت الجلســـة بالتعريـــف بنظرية النمو النفســـي
الاجتماعـــي مـــن قبـــل اريكســـون وجـــان بياجيـــه وهـــم علمـــاء ومحللـــي نفـــس في
التطويـــر المعرفـــي والاجتماعـــي الإنســـاني وتطبيـــق تلـــك النظريـــات علـــى ظاهرة
تجنيد الأطفال واســـتنتاج التوصيات المنشـــودة .وأشارت الأســـتاذة رهاف السهلي
إلـــى أن دوافـــع هـــذه الجريمـــة تتمثل فـــي حرمـــان الطفل مـــن التعليـــم والحماية؛
والظـــروف الاقتصاديـــة والفقـــر والبطالـــة؛ وغياب التوعيـــة المجتمعيـــة وغير ذلك
مـــن الأســـباب .وأوضحـــت أنه للحـــد من آثار هـــذه الظاهـــرة لا بد من إعادة تنشـــئة
العوائـــل وتوعيتها بمدى خطـــورة تجنيد الأطفال؛ وتفعيل دور مؤسســـات المجتمع
المدنـــي والمؤسســـات التربويـــة والعمل علـــى تغييـــر اتجاهات الأطفـــال وميولهم
مـــن خـــال تغيير منظومـــة القيم والعقائـــد التي تربو عليها في الســـنين الســـابقة؛
وتعزيز دور المؤسســـات الدينية؛ وتشـــديد الرقابة على التجار لمنع اســـتيراد الألعاب
التـــي تشـــجع على العنـــف والعدوانيـــة و»عســـكرة الطفـــل» وإبدالها بألعـــاب تنمي
مواهبـــه ومداركه؛ وإنهاء جميع عمليات تجنيده دون ســـن الــــ 18عا ًما؛ والتعاون مع
اليونيســـف وغيرها مـــن الوكالات المتخصصة لنزع ســـاح الأطفـــال؛ والعمل على
إعـــادة إدمـــاج الأطفال الذين وقعـــوا ضحية التجنيد ،مع الســـعي لإيجاد حلول دائمة
للقضـــاء على الأســـباب الجذرية للظاهـــرة؛ ودعم الجهـــود الرامية إلـــى توفير فرص
التعليـــم الثانـــوي للأطفـــال ،لتقليص معدل تســـربهم إلـــى التجنيد.